في حميثرة وسوف ترى .. الآلاف يحتشدون في صحراء عيذاب للاحتفال بمولد قطب الأقطاب أبو الحسن الشاذلي
صرح الإعلامي احمد قنديل المستشار الإعلامي والمتحدث باسم مشيخة الطرق الصوفية أن الاستعدادات للاحتفال بمولد قطب الأقطاب سيدي أبو الحسن الشاذلي بمسجده ومقامه في حميثرة بمحافظة البحر الأحمر تسير بكامل طاقتها لاستقبال آلاف الزائرين والمحبين من جميع أنحاء العالم، الذين يتوافدون للمشاركة في الاحتفال بذكرى مولد الإمام الشاذلي، المقرر يوم الأحد الموافق 27 أبريل 2025.
وأوضح قنديل: "لقد بدأ التنسيق المبكر مع مشيخة المجلس الأعلى للطرق الصوفية ووزارة الأوقاف لوضع خطة تنظيمية متكاملة تضمن راحة الزوار وسلامتهم، مع الحفاظ على قدسية المناسبة وروحها الروحية الفريدة. ونتابع عن كثب تنفيذ جميع الترتيبات المتعلقة بالخدمات الأساسية والتنظيم داخل المسجد وحول المقام الشريف.
كما تشهد" الساحات" وهي بيوت الضيافة التي يقيمها أهل الطريقة الصوفية لاستضافة الزوار والمريدين حراكًا واسعًا وتجهيزات دؤوبة على مدار الساعة، استعدادًا لاستقبال الضيوف وتوفير أماكن المبيت والطعام والخدمة، في مشهد يعكس روح الكرم والمحبة التي نشأ عليها أهل التصوف.
وأضاف في حميثرة يتكاتف الجميع من أجل توفير كافة سبل الراحة لزوار المسجد والمقام من المريدين وأتباع الطرق الصوفية من كل مكان لكي يتم الاحتفال بالمولد الشاذلي في صورة مشرفة ومنظمة تليق بمقام سيدي أبو الحسن الشاذلي حيث قام العاملون بالمسجد بكافة التجهيزات بالمسجد والمقام لاستقبال المريدين، كما أن الساحات الصوفية (بيوت الضيافة) يجري العمل فيها على قدم وساق لاستقبال رواد المولد وتوفير سبل الراحة لهم خلال أيام الاحتفال."
وأكد على إن كل شيء يجري وفق خطة منظمة، لخروج المولد بصورة طيبة من كافة النواحي مثل النظافة والأمن و توفير الطعام والشراب، وتهيئة أماكن الإقامة للزائرين، خاصة القادمين من مناطق بعيدة. كما أن هناك برنامجًا روحانيًّا متنوعًا يشمل الذكر، والمدائح النبوية، والمواعظ التي ترسخ القيم الإسلامية السمحة التي دعا إليها الإمام الشاذلي."
وأضاف: "نهيب بجميع المحبين أن يشاركونا هذه الأيام المباركة، التي تُجسد وحدة المسلمين ومحبة أهل التصوف لرسول الله ﷺ وأولياء الله الصالحين. كما نوجه الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الاستعدادات، ونسأل الله أن يجعل هذا الموسم خيرًا وبركة على الجميع."
وحول قصة انتقال ووفاة الإمام الشاذلي وما بها من كرامة وعظة واعتبار قال: قبل كل شئ فيجب التعريف بصاحب الاحتفال بمولده الشريف فهو سيدي أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي، يصل نسبه إلى سيدنا عبد الله بن الحسن المثنى بن سيدنا الحسن رضي الله عنه سبط رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بن سيدنا علي رضي الله عنه وسيدتنا فاطمة البتول رضي الله عنها بنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، المولود عام 593 هجريًا، الحافظ لكتاب الله، والمتبحِّر في علومه الفقهية والشرعية، حتى كتب البوصيري فيه شعرًا واصفًا له بأنه بحر العلوم.
و أول ما يشاهد الزائر لوادي حميثرة هو جبل حميثرة المهيب وشموخه العجيب، والذي كان يتعبَّد فوقه حفيد رسول الله العظيم أبو الحسن الشاذلي في كل مرة يحج فيها خلال طريقه مع وفود الحجيج إلى البيت العتيق ومقام الرسول الرفيع صلَّى الله عليه وسلَّم،
ومن العجيب إن سيدنا أبو الحسن الشاذلي قد أخبر رفاقه بوفاته بوادي حميثرة حيث أخبر تلميذه وخليفته أبو العباس المرسي و أمره بحمل فأسٍ ومستلزمات للحفر وكفن، فسأله تلاميذه ولماذا في هذه المرة للحج تحديدًا نحمل هذه الأدوات؟ فأخبره بمقولته الشهيرة «في حميثرة، وسوف ترى».
وحقًّا كان قوله، فقد كان إلهاماً من الله يُلقيه في القلوب فيُنير به البصائر والقلوب، فحينما وصل ركب الحجِّ إلى حُميثرة ظلَّ الإمام الشاذلي يتعبَّد حتى فجر يومه أعلى قمة جبل حميثرة، فسكن عن العبادة، فظنَّ أصحابه منامه، ولكنه قد فارقت رُوحه الدنيا، وصعدت إلى السماء العليا لتلقى ربَّه مطمئنة بأعمالها وما أورثته من علمٍ يُنتفع به وصدقةٍ جارية وولدٍ صالح يدعو، وذلك بصحراء «عيذاب» في طريقه إلى الحج سنة 656 للهجرة .. ولكن السؤال الذي يخطر بالبال: هل وفاته بهذا المكان الصحراوي البعيد جدًا كان له سببًا أو حكمة نستطيع بعقلنا البشري أن نفطنها أو هل أخبر بها سيدي أبو الحسن رفاقه؟
وتأتي الإجابة أنه دعا الله رب العالمين أن يُدفَن في مكانٍ لم تُرتكب فيه معصية، فكانت بشراه بهذا المكان وعلى بُعد مئات الكيلومترات من مكة المباركة المكرمة، وحيثما كان في طريقه لأداء فريضة الحج، ولذلك ينتشر بين الناس الموروث الشعبي بأنَّ مَن زار مقام أبو الحسن الشاذلي بحُميثرة يسَّر الله له طريقه للحج .

تعليقات
إرسال تعليق