رحلة نبي الله إبراهيم عليه السلام بين مناسك وشعائر الحج من البناء إلى الدعوة
بقلم/ حسين الطيب إذا كان الحجّ يُمثّل رحلةً إيمانيةً عميقةً تُجسّدُ خضوعَ المؤمن لربه وخالقه، وتُجسّدُ شوقه للقرب منه. وتُعدّ هذه الرحلة المقدّسة امتدادًا لِمَسيرةِ نبيّ الله إبراهيم الخليل عليه السلام، رائدِ الحنيفيةِ وصاحبِ الكعبة المشرفة. فإن نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام يتبوّأ مكانةً مُرموقةً في تاريخ الحج، فهو ليس مجرد نبيٍّ أو رسولٍ، بل هو صاحبُ الفضلِ الأولِ في تأسيسِ مُناسِكِهِ وترسيخِها، بدءًا ببناءِ الكعبةِ المشرفةِ، رمزِ الوحدةِ والإيمانِ للمسلمين، ونهايةً بأمرهِ للناسِ بالحجّ، تلك الرحلةُ الروحيةُ المُقدّسةُ التي تُجسّدُ خضوعَ المؤمنِ لربهِ وخالقهِ. الكعبة المشرفة لبنة الحج الأولى كان بناءُ الكعبةِ المشرفةِ حجرَ الأساسِ في تأسيسِ شعيرةِ الحجّ. فقد أمر اللهُ تعالى نبيَّهُ إبراهيمَ عليه السلام ببنائها مُعينًا لهُ ابنهُ إسماعيلَ عليه السلام. وهكذا، تعاونَ الأبُ وابنُهُ في تشييدِ هذا البيتِ العتيقِ ليصبحَ قبلةَ المسلمينِ ورمزَ وحدتهم. لم يقتصرْ دورُ نبيِّ اللهِ إبراهيمَ على بناءِ الكعبةِ فحسب، بل امتدّ ليشملَ تعليمَ مناسكِ الحجّ لابنهِ إسماعيلَ عليه ال...